أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد (١) بن عبد الرّحمن الفقيد ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن مروان بن عبد الملك (٢) البزار ، نا هشام بن عمّار ، نا عثمان ـ وهو ابن حصن بن علّاق القرشي ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، عن عروة بن رويم ، عن معاوية بن حكيم (٣) القشيري.
أنه قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : والذي بعثك بالحقّ ودين الحقّ ما تخلّصت إليك حتى حلفت لقومي عدد هؤلاء ـ يعني أنامل كفّيه ـ بالله لا أتبعك ، ولا أؤمن بك ، ولا أصدّقك ، وإنّي أسألك بالله بم بعثك؟ قال : «بالإسلام» ، قال : وما الإسلام؟ قال : «أن تسلم وجهك لله ، وأن تخلي له نفسك» ، قال : فما حقّ أزواجنا علينا؟ قال : «أطعم إذا طعمت ، واكس إذا كسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبّحه ، ولا تهجر إلّا في البيت ، كيف (وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(٤) ، ثم أشار بيده قبل الشام فقال : «هاهنا تحشرون ، هاهنا تحشرون ركبانا ورجالا ، وعلى وجوهكم الفدام (٥) ، وأوّل شيء يعرب عن أحدكم فخذه» [٧٦٨٤].
حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أنا المبارك بن عبد الجبّار ، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أنا عمر بن محمّد الزيات ، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، نا الهيثم بن خارجة ، نا عثمان بن محصن (٦) بن علّاق القرشي ، عن زيد بن واقد ، حدّثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفّان قال : سمعت أبا هريرة يقول :
علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يصوم في بعض الأيام ، فتحيّنت فطره بنبيذ صنعته في الدّبّاء ، فلمّا كان المساء جئته أحملها إليه ، فقال : «ما هذا يا أبا هريرة؟» قال : قلت : يا رسول الله علمت أنك تصوم هذا اليوم فتحيّنت فطرك بهذا النبيذ ، فقال : «ادنه مني يا أبا
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من م.
(٢) ما بين الرقمين سقط من م.
(٣) كذا بالأصل وم وهو تصحيف ، وقد صوبه محقق المختصر ١٦ / ٨٠ «معاوية بن حيدة» انظر ما لاحظه بالحاشية بشأنه.
(٤) سورة النساء ، الآية : ٢١.
(٥) الفدام : ما يشد على فم الإبريق والكور من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه (اللسان).
(٦) كذا بالأصل وم : محصن ، تصحيف ، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب : حصن وهو صاحب الترجمة.