ـ رحمهالله ـ هي له الشهادة التي ساقه الله إليها وأكرمه بها ، قال : ثم مه؟ قلت : ثم أخذ حذيفة الراية ، ففتح الله لهم ، ثم لم (١) يقتل أحد من المسلمين (أحد) (٢) تعرفه. قال : لا أم لك! ما تصنعون بمعرفة ابن أم عمر؟ لكن يعرفهم من هو خير لهم منه ، معرفة من ساق إليهم الشهادة وأكرمهم بها. قال : وجعل يبكي ويكررها ، ويحادر الدموع على خديه ولحيته حتى وددت أن الأرض انشقت عني فسخت (٣) فيها ، ثم أقلع ولم يكد ، فقلت : يا أمير المؤمنين : قد قسمت الفيء بينهم ، فلم أرفع باطلا ولم أحبس حقا عن أحد هو له. قال : فقام ، فقلت : يا أمير المؤمنين رويدك. إن لي إليك حاجة. قال : وما هي؟ أليس قد قسمت كما زعمت؟ قلت : بلى ولكن حاجة لا بد من أن تنظر فيها. قال : فقعد ، فقلت : إنه أتاني ذو العينين فأخبرني أن كنز النخيرجان (٤) في القلعة ، (٥) فصعدت فوجدت هذين السفطين ، فلم أجدهما فيئا فأقسمهما بينهم ، ولم أجدهما بجزية. قال : فبعث (٦) إلى علي بن أبي طالب وعثمان
__________________
(١) وجاء في «البداية والنهاية» لابن كثير ٧ / ١١١ : أن عمر لما أخبر بمقتل النعمان بكى ، وسأل السائب عمن قتل من المسلمين ، فقال : فلان وفلان وفلان ، لأعيان الناس وأشرافهم ، ثم قال : وآخرون من أفناد الناس ممن لا يعرفهم أمير المؤمنين ، فجعل يبكي ويقول : ما ضرهم أن لا يعرفهم أمير المؤمنين؟ ولكن الله يعرفهم ، وقد أكرمهم بالشهادة ، وما يصنعون بمعرفة عمر ..؟
(٢) ما بين الحاجزين غير موجود في أ ـ ه ، وهو أولى لما فيه من التكرار.
(٣) ساخ سيخا وسيخانا : وسخ الأرض بهم سيوخا وسؤوخا وسوخانا : انخسفت ، انظر «القاموس» ١ / ٢٦٢.
(٤) في أ ـ ه : الجرجان ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا ذكره الآخرون من أهل التاريخ كما تقدم قريبا.
(٥) في أ ـ ه : بدون هذه الكلمة ، وفي «البداية» ٧ / ١١ أن الرجل المخبر بالسفطين «جاء بسفطين مملوءتين جوهرا ثمينا» يجوز أن يذهبا معه.
(٦) في «البداية» بدون ذكر الأسماء والختم ، بل فيها : أنه حملت ذانك السفطان إلى منزل عمر (يجوز أن يوضعا في بيته ، ثم ختم عليهما وأدخلا في بيت الخزانة) ، ولكن هنا ملاحظة أخرى ، وهي أنه جاء في فتوح البلدان ص ٣٠٢ ، ونسبه المعلق على «الكامل» لابن الأثير إلى الطبري أيضا ، فوجدته مخالفا كما نسبه إليه : أن عمر رد السفطين من أول الأمر بعد أن أخبره السائب بشأنهما ، فقال : اذهب بهما فبعهما ثم اقسم ثمنهما بين المسلمين ، فباعهما بالكوفة بألفي ألف ، ثم بيعا بأربعة آلاف ألف ، والذي معنا في المخطوطة وكذا ما ورد فى «الكامل» ٣ / ٥ ، وفي «البداية» ٧ / ١١٣ ، ـ