سكان لندن» (١).
وقد بالغ بعض ، فقالوا : «أصفهان نصف جهان» (٢) ، أي : أصفهان نصف الدنيا ، وسمى بعض المؤلفين تأليفاتهم بهذا الاسم «نصف جهان» (٣).
أما عموم أهل أصفهان ، فهكذا يعتقدون ويزعمون أن بلدهم أحسن بلدان العالم من جميع النواحي (٤).
ويقول أوزن فلاند (٥) : «إن أصبهان من إحدى أكبر بلدان العالم بدون أي مبالغة ، ومساحتها تزيد على أربعين كيلا».
رغبة النّاس بالهجرة إلى أصفهان
نظرا لما تقدم من أهميتها ، وتبيين مميزاتها ، أصبحت أصفهان محطّ أنظار الناس ومثار إعجابهم ، فكثرت الرغبة في الانتقال إليها واستيطانها ، وقد شجع على هذا ، استتباب الأمن فيها بعد أن أخضعها المسلمون لسلطانهم ، فعلت بهذا منزلتها ، وزادت أهميتها ، واحتلت مكانا عليّا بين بقية المدن المجاورة لها ، وظهر هذا الأثر بكثرة فيمن خرّجت من العلماء الأئمة ، والصناع المهرة ، والتجار الحاذقين. قال ميرزا حسن الأنصاري : «نظرا لأهمية أصفهان ، هاجرت قبائل من العرب إليها من بني ثقيف وبني تميم وخزاعة وعبد القيس وبني ضبة» (٦).
__________________
(١) انظر «دانشمندان وبرزكان» «أصفهان» ص ٣٩ و «كتاب أصفهان» ص ٣.
(٢) انظر نفس المصدر السابق.
(٣) انظر قائمة المؤلفات في أصفهان.
(٤) انظر «اقتصاد شهر أصفهان» ص ٣٩ علي كلباسي ، وقد لا حظت ذلك منهم عند سفري إليها.
(٥) هو السائح الفرنسي الذي زار أصفهان في سنة ١٢٥٥ ه ـ ١٨٤٠ م. انظر «كتاب أصفهان» ص ٤.
(٦) انظر «تاريخ أصفهان» ص ١٣ ويعلل المؤلف ميرزا حسن وجود النواصب فيها ، للجوء بني ضبة بعد موقعة الجمل ، وكانوا قد اجتمعوا حول هودج عائشة ـ رضياللهعنها ـ إليها واستقرارهم فيها ، وانظر «البلدان» لليعقوبي ص ٤٧٤ المترجم إلى الفارسية.