وابن مسعود : خاشعة ، وجمع التكسير أكثر في كلام العرب. وقال الفراء وأبو عبيدة : كله جائز. انتهى ، ومثال جمع التكسير قول الشاعر :
بمطرد لذن صحاح كعربه |
|
وذي رونق عضب يقد الوانسا |
ومثال الإفراد قوله :
ورجال حسن أوجههم |
|
من أياد بن نزار بن معد |
وقال آخر :
ترمي الفجاج به الركبان معترضا |
|
أعناق بزلها مرخى لها الجدل |
وانتصب خشعا وخاشعا وخاشعة على الحال من ضمير يخرجون ، والعامل فيه يخرجون ، لأنه فعل متصرف ، وفي هذا دليل على بطلان مذهب الجرمي ، لأنه لا يجوز تقدم الحال على الفعل وإن كان متصرفا. وقد قالت العرب : شتى تؤب الحلبة ، فشتى حال ، وقد تقدمت على عاملها وهو تؤب ، لأنه فعل متصرف ، وقال الشاعر :
سريعا يهون الصعب عند أولي النهى |
|
إذا برجاء صادق قابلوه البأسا |
فسريعا حال ، وقد تقدمت على عاملها ، وهو يهون. وقيل : هو حال من الضمير المجرور في عنهم من قوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) وقيل : هو مفعول بيدع ، أي قوما خشعا ، أو فريقا خشعا ، وفيه بعد. ومن أفرد خاشعا وذكر ، فعلى تقدير تخشع أبصارهم ؛ ومن قرأ خاشعة وأنث ، فعلى تقدير تخشع ؛ ومن قرأ خشعا جمع تكسير ، فلأن الجمع موافق لما بعده ، وهو أبصارهم ، وموافق للضمير الذي هو صاحب الحال في يخرجون ، وهو نظير قولهم : مررت برجال كرام آباؤهم. وقال الزمخشري : وخشعا على يخشعن أبصارهم ، وهي لغة من يقول : أكلوني البراغيث ، وهم طيء. انتهى. ولا يجري جمع التكسير مجرى جمع السلامة ، فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة.
وقد نص سيبويه على أن جمع التكسير أكثر في كلام العرب ، فكيف يكون أكثر ، ويكون على تلك اللغة النادرة القليلة؟ وكذا قال الفراء حين ذكر الإفراد مذكرا ومؤنثا وجمع التكسير ، قال : لأن الصفة متى تقدمت على الجماعة جاز فيها جميع ذلك ، والجمع موافق للفظها ، فكان أشبه. انتهى. وإنما يخرج على تلك اللغة إذا كان الجمع مجموعا بالواو والنون نحو : مررت بقوم كريمين آباؤهم. والزمخشري قاس جمع التكسير على هذا الجمع السالم ، وهو قياس فاسد ، ويزده النقل عن العرب أن جمع التكسير أجود من