.................................................................................................
______________________________________________________
ـ ثم لا يجب عليه شيء حتى يبيت عند بعضهن وهكذا ، ومما يتفرع على القولين أنه لو كان عنده منكوحات لا قسم لهن كالإماء فعلى الأول ليس له أن يبيت عندهن إلا في الفاضل له من دور القسمة ، فلو كان عنده أربع منكوحات بالعقد الدائم لم يكن له أن يبيت ابتداء عند الأمة مطلقا إلا بإذن صاحبة الليلة ، وعلى القول الآخر يجوز له أن يبيت ابتداء عند من لا تجب لها القسمة ويستمر على ذلك مع واحدة منهن أو أزيد إلى أن يبيت عند مستحقة القسمة ليلة فيجب المبيت حينئذ عند الباقيات من ذوات القسمة.
ويستدل للقول الأول بقوله تعالى : (وَعٰاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (١) ، وبقوله تعالى : (وَاللّٰاتِي تَخٰافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضٰاجِعِ) (٢) ، بدعوى دلالة الآية على جواز الهجرة في المضاجع عند النشوز فتدل بالمفهوم على المضاجعة عند خوف النشوز ، والمضاجعة هو المبيت عندها ليلة ، وهو معنى القسمة بين الزوجات ، وللأخبار.
منها : موثق محمد بن قيس عن أبي جعفر عليهالسلام (وإذا كانت الأمة عنده قبل نكاح الحرة على الأمة ، قسّم للحرة الثلثين من ماله ونفسه يعني نفقته ، والأمة الثلث من ماله ونفسه) (٣) حيث دل على وجوب القسمة ابتداء ، لا إذا بات عند إحداهنّ ، ومثله موثق عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليهالسلام (لا يتزوج الأمة على الحرة ، ويتزوج الحرة على الأمة ، وللحرة ليلتان وللأمة ليلة) (٤) ، وخبر زرارة (سئل أبو جعفر عليهالسلام عن النهارية ـ المهارية خ ل ـ يشترط عليها عند عقدة النكاح أن يأتيها متى شاء كل شهر وكل جمعة يوما ، ومن النفقة كذا وكذا ، قال : ليس ذلك الشرط بشيء ، ومن تزوج امرأة فلها ما للمرأة من النفقة والقسمة) (٥) ، وهو ظاهر في كون القسمة واجبة عليه ابتداء لإطلاق الخبر الشامل لتعدد زوجاته واتحادهن ، وخبر الدعائم عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام (أن عليا صلوات الله عليه قال : للرجل أن يتزوج أربعا ، فإن لم يتزوج غير واحدة فعليه أن يبيت عندها ليلة من أربع ليال ، وله أن يفعل في الثلاث ما أحب مما أحله الله تعالى) (٦).
واستدل للثاني بأصالة عدم وجوب القسمة ابتداء ، نعم إذا بات عند واحدة فيجب القسمة ـ
__________________
(١) سورة النساء ، آية : ١٩.
(٢) سورة النساء : آية : ٣٤.
(٣) الوسائل الباب ـ ٨ ـ من أبواب القسم والنشوز والشقاق حديث ٢.
(٤) الوسائل الباب ـ ٨ ـ من أبواب القسم والنشوز والشقاق حديث ٣.
(٥) الوسائل الباب ـ ٣٩ ـ من أبواب المهور حديث ٣.
(٦) مستدرك الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب القسم والنشوز حديث ١.