.................................................................................................
______________________________________________________
ـ بالنشوز ، وأنه مع الطاعة ليس للزوج عليها هذا السبيل ، بل ربما كان في قوله : أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها) انتهى كلامه ولا تجب المواقعة إلا في كل أربعة أشهر مرة ، وهي ليست مقدورة في كل وقت ويدل عليه أخبار.
منها : خبر إبراهيم الكرخي (سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجل له أربع نسوة فهو يبيت عند ثلاث منهن في لياليهن فيمسهنّ ، فإذا بات عند الرابعة في ليلتها لم يمسّها فهل عليه في هذا إثم؟ قال عليهالسلام : إنما عليه أن يبيت عندها في ليلتها ، ويظل عندها في صبيحتها ، وليس عليه أين يجامعها إذا لم يرد ذلك) (١).
هذا وعماد القسمة الليل الذي خلقه الله سكنا من حركات التعب ونهضات النصب ، وجعله سكنا ليلبسوا من راحته ومنامه فيكون لهن جماحا وقوة ، ولينالوا به لذة وشهوة في المضاجعة والمواقعة ، دون النهار الذي خلقه الله لهم مبصرا ليبتغوا من فضله وليتسببوا إلى رزقه ويسرحوا في أرضه طلبا لما فيه نيل العاجل من ديناهم ودرك الأجل من آخرهم على المشهور للأصل والسيرة.
وعن ابن الجنيد أنه يجب أن يظل عندها صبيحة تلك الليلة لخبر إبراهيم الكرخي المتقدم ، والصبيحة تطلق لغة على أول النهار ، وقد حمل عند المشهور على الاستحباب لمجهولية حال الكرخي فلا تصلح الرواية لإثبات الوجوب ، والحكم في الاستحباب سهل. وعن الشيخ في المبسوط وجوب الكون معها نهارا ووافقه عليه العلامة في التحرير لما ورد من النصوص أنه للحرة يومان وللأمة يوم (٢) ، وللنصوص الدالة على تخصيص البكر والثيب بالأيام (٣) ، بناء على أن المراد باليوم اسما لمجموع الليل والنهار. ثم هذا كله فيمن كان كسبه نهارا ، فلو انعكس وكان كسبه ليلا كالوقّاد والآتوني والحارس فعماد قسمته النهار خاصة بلا خلاف فيه جمعا بين الحقين ودفعا للضرر ، والتفاتا إلى قوله تعالى : (جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهٰارَ خِلْفَةً) (٤) ، ويكون حكم الليل عندهم كنهار غيرهم ، ولو اختلف عمله فكان يعمل بالليل تارة ويستريح بالنهار ، ويعمل أخرى بالنهار ويستريح بالليل وجب مراعاة التسوية بين زوجاته بحسب الإمكان كما في المسالك ، فإن شق ذلك عليه لزم ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب القسم والنشوز حديث ١.
(٢) الوسائل الباب ـ ٨ ـ من أبواب القسم والنشوز.
(٣) ت ٢ ـ من أبواب القسم والنشوز.
(٤) سورة الفرقان ، الآية : ٦٢.