قال : فانكبّ حمل على أبيه ليعرف حاله فوجده ميتا ، وعرج ملك الموت الى السماء فرفع حمل رأسه فلم ير ديارا ولا مجيبا فعلم انّه كان ملكا ، فقعد عند رأسه يبكي فقيّض الله له قوما من ولد اسحاق فغسلوه وكفّنوه وحنّطوه ودفن في جبل ثبير.
وبقي حمل وحيدا فكلاه الله عز وجل حتى بلغ ذكره في العزّ والشرف فتزوّج امرأة من قومه يقال لها (حريزة) فحملت بابنه (نبت) عليه السّلام وولد لنبت ولد هو «سلامان» وولد لسلامان «الهميسع» وولد للهميسع «اليسع» وولد لليسع «أدد» وانما سمّي أدد لأنّه كان ماد الصوت طويل العزّ والشرف.
وولد لأدد (أد) ، وولد لأد عدنان وإنمّا سمّي عدنان لأن أعين الأحياء كلّها كانت تنظر إليه وقالوا ان تركنا هذا الغلام حتى يدرك مدرك الرجال ليخرجن من ظهره من يسود الناس كلّهم أجمعين ، فأرادوا قتله فوكّل الله تعالى به من يحفظه فلم يقدروا على حيلة فيه فنشأ أحسن أهل زمانه خلقا وخلقا فولد له (معد) وإنمّا سمّي معدا لأنّه كان صاحب حروب وغارات على يهود بني إسرائيل ولم يواقع أحدا إلّا رجع منصورا مظفرا فجمع من المال ما لم يجمعه أحد في زمانه وولد له (نزار) ، سمّي نزارا لأن معدا نظر الى نور رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في وجهه فقرب له قربانا عظيما وقال «لقد استقللت هذا القربان» فمن أجل ذلك سمّي نزارا.
فتزوج امرأة من قومه يقال لها (سعيدة) فولدت له (مضر) وإنمّا سمّي مضر لأنّه أخذ بالقلوب فلم يره أحد إلّا أحبه وكان صاحب قنص وصيد وكان كلّ رجل منهم يأخذ على ابنه كتاب عهد ألّا يتزوّج إلّا أطهر النساء في زمانه وكانت الكتب بالعهود تعلّق في البيت الحرام فلم تزل معلّقة من لدن اسماعيل (صلّى الله عليه) الى أيام الفيل. وكان أوّل من بدّلها وغيّرها وزاد فيها ونقص منها عمر بن اللحي صاحب استخراج الأصنام من الكعبة فلم يزل ذلك حتى تزوّج امرأة من قومه يقال لها (خزيمة) وتدعى أم حكيم فأولدها (الياس) وإنمّا سمّي الياس لأنّه جاء على يأس وانقطاع وكان يدعى كريم قومه وسيّدهم ويسمع من ظهره أحيانا دوي نور رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يزل كذلك حتى تزوّج امرأة يقال لها «فرعة» فولدت له «مدركة» وولد لمدركة «خزيمة» وإنمّا سمّي خزيمة