أنذرها رسول الله صلّى الله عليه وآله انّها تقاتله ظالمة له وبكلاب الحوأب إذا نبحت في طريقها وما رواه الناس في ذلك.
فدخلوا البصرة ونهبوا ما في بيت مال المسلمين وضربوا جماعة من أصحابه بالسوط حتى ماتوا فنهض إليهم يذكّرهم بأيام الله فأبوا إلّا طغيانا وبغيا فوعظهم وجاهدهم بلسانه فلم يرجعوا ولا اتّعظوا بوعظه وأقاموا على محاربته فأظهره الله عليهم وأظفره بهم وقتل طلحة مروان بن الحكم وكان معه في صحابته ورجاله واتبع الزبير به ابن جرموز ممّن خرج بعد ذلك على أمير المؤمنين من الخوارج وقتله أمير المؤمنين عليه السّلام فيمن قتل منهم ولذلك بشّره بالنار لما أتاه بخبر الزبير وانّه قتله بوادي السباع فتولى قتلهما من كان معهما ومع عائشة وكانوا سبعين ألف رجل وكانت عائشة على جمل أورق يقال له عسكر فأمر به أمير المؤمنين عليه السّلام فعرقب فقام على ثلاث فعرقب الثاني من رجليه فقام على يديه فعرقب فقام على يد واحدة فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : شيطان وربّ الكعبة ، فقطع الرابع فسقط والهودج على ظهره وظفر بعائشة.
فقال له ناس من أصحابه فيها ما لم يقبله وخطأهم ووكّل بها نساء متلثمات أركبهن الخيل وردّها معهن الى المدينة.
وانقضت حرب الناكثين والحمد لله ربّ العالمين.
وخرج عليه معاوية بن أبي سفيان رأس القاسطين فنهض إليه فذكّره بأيام الله فأبى إلا نفورا أو بغيا وعدوانا فحاربه وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة.
فلما رأى معاوية انّه قد أخذ بكظمه شاور عمرو بن العاص فأشار عليه بمكيدة ان يرفع له المصاحف فرفعها إليه على رءوس الرماح فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : انها مكيدة وكلمة حق أريد بها باطل.
ثم كان من الأمر ما رواه الناس وحكم أمير المؤمنين عليه السّلام كتاب الله دون غيره فخالف أبو موسى الأشعري وصيته وأمره وفعل وعمرو بن العاص ما فعلاه.
وانصرف أمير المؤمنين ليعد وليستعد ويرجع لقتال معاوية ومن معه من القاسطين فخالف عليه أصحابه أهل العراق وخرجت الخارجة المارقة الذين مرقوا من الدين كما