بأبي وأمي شهيد يبكي عليه أهل السماء يقتل غيظا ويغضب الله ـ جل وعز ـ على قاتله فلا يلبث إلّا يسيرا حتى يعجل الله به الى عذابه الأليم وعقابه الشديد.
وروى عبد الرحمن بن محمد عن كلثم بن عمران قال : قلت للرضا عليه السّلام : أنت تحبّ الصبيان فادع الله أن يرزقك ولدا.
فقال : إنمّا ارزق ولد واحد وهو يرثني.
فلما ولد أبو جعفر عليه السّلام كان طول ليلته يناغيه في مهده فلما طال ذلك على عدّة ليال قلت له : جعلت فداك قد ولد للناس أولاد قبل هذا فكلّ هذا تعوذه؟
فقال : ويحك ليس هذا عوذة إنمّا اغره بالعلم غرّا.
وكان مولده ومنشؤه على صفة مواليد آبائه عليهم السّلام.
وروى الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري عن الحسن بن بشار الواسطي قال : سألني الحسن بن قياما الصيرفي ان استأذن له على الرضا عليه السّلام ففعلت ، فلما صار بين يديه قال له ابن قياما : أنت امام؟
قال : نعم.
قال : فاني أشهد انّك لست بإمام.
قال له : وما علمك؟
قال : لأني رويت عن أبي عبد الله عليه السّلام انّه قال : الامام لا يكون عقيما ، وقد بلغت هذا السن وليس لك ولد.
فرفع رأسه الى السماء ثم قال : اللهم انّي أشهدك انّه لا تمضي الأيام والليالي حتى ترزقني ولدا يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
فعددنا الوقت فكان بينه وبين ولادة أبي جعفر عليه السّلام شهور الحمل.
وروى الحميري عن عبد الله بن أحمد عن صفوان بن يحيى عن حكيمة ابنة ابي إبراهيم موسى عليه السّلام قالت : لما علقت أم أبي جعفر كتبت إليه ان جاريتك سبيكة قد علقت. فكتب إلي : انها علقت ساعة كذا من يوم كذا من شهر كذا فاذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام.