قال : فلما ولدته وسقط الى الأرض قال : أشهد ان لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله صلّى الله عليه وآله.
فلما كان اليوم الثالث عطس فقال : الحمد لله وصلّى الله على محمّد وعلى الأئمة الراشدين.
وحج الرضا عليه السّلام بعد ذلك بسنة ومعه أبو جعفر فكان من أمر البيت والحجر وجلوسه فيه عليه السّلام ما قد ذكرناه في باب الرضا عليه السّلام.
وروي عن محمد بن الحسين عن علي بن اسباط قال : خرج عليّ أبو جعفر عليه السّلام فجعلت أنظر إليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فقال لي : يا علي بن اسباط ان الله عز وجل احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوّة فقال : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، وقال : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) فقد يجوز أن يؤتى الحكم صبيا ويؤتاه ابن أربعين.
وروي انّه كان يتكلّم في المهد. وروي عن زكريا بن آدم قال : اني لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام وسنّه نحو أربع سنين فضرب الى الأرض ورفع رأسه الى السماء فأطال الفكر فقال له الرضا عليه السّلام : بنفسي أنت فيم تفكّر طويلا منذ قعدت. قال : فيما صنع بأمي فاطمة عليها السّلام اما والله لأخرجنّهما ثم لأحرقنّهما ثم لأذرينّهما ثم لأنفسنّهما في أليم نسفا.
فاستدناه وقبّل بين عينيه ثم قال : بأبي أنت وأمي أنت لها ـ يعني الامامة.
وروي عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال : كنت مع الرضا فدعا بأبي جعفر ابنه وهو صبي صغير فأجلسه ثم قال لي : جرّده.
فنزعت قميصه فأراني في أحد كتفيه كالخاتم داخلا في اللحم ثم قال : ترى هذا؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي إبراهيم.
وروي عن علي بن اسباط عن نجم الصنعاني قال : اني لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام فقلت له : جعلت فداك هذا المولود المبارك؟
فقال لي : نعم هذا الذي لم يولد أعظم بركة منه على شيعتنا.