بالمدينة أعلم مني؟
قلت : لا.
قال : فاني والله أذكر له الحزب من الأدب أظنّ اني قد بالغت فيه فيملي عليّ بابا فيه استفيده منه. ويظنّ الناس اني أعلّمه ، وأنا والله أتعلم منه.
قال : فتجاوزت عن كلامه هذا كأني ما سمعته منه ، ثم لقيته بعد ذلك فسلّمت عليه وسألته عن خبره وحاله ثم قلت : ما حال الفتى الهاشمي؟
فقال لي : دع هذا القول عنك. هذا والله خير أهل الأرض وأفضل من خلق الله. انّه لربّما همّ بالدخول فأقول له : تنظر حتى تقرأ عشرك. فيقول لي : أي السور تحبّ أن أقرأها؟ انا أذكر له من السور الطوال ما لم تبلغ إليه فيهذها بقراءة لم أسمع أصحّ منها من أحد قط وجزم أطيب من مزامير داود النبي عليه السّلام الذي إليها من قراءته يضرب المثل.
قال : ثم قال : هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين علم هذا؟
قال : ثم ما مرت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته وعرف الحق وقال به.
وفي سبع سنين من إمامته مات المعتصم في سنة سبع وعشرين ومائتين ، ولأبي الحسن عليه السّلام أربع عشرة سنة وبويع لهارون الواثق ابن المعتصم ومضى الواثق في اثنتين وثلاثين ومائتين في اثنتي عشرة سنة من إمامة أبي الحسن عليه السّلام وبويع للمتوكل جعفر بن المعتصم.
وروى الحميري عن الحسن بن مصعب المدائني يسأله عن السجود على الزجاج قال : فلما نفذ كتابي حدّثتني نفسي انّه مما أنبتت الأرض وانّهم قالوا : لا بأس بالسجود على ما أنبتت.
فورد الجواب : لا تسجد عليه فان حدثتك نفسك انّه ممّا أنبته الأرض فحال فانّه من الرمل والملح ؛ والملح سبخ ؛ والسبخ ارض ممسوخة.
وعنه عن علي بن محمد النوفلي قال : قال لي محمد بن الفرج : ان أبا الحسن عليه السّلام