قال : تداخلني ذلّ واستكانة لم أكن أعهدها.
وعن الحسن بن محمد بن معلى عن الحسن بن علي الوشاء قال : حدّثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا عليه السّلام قالت : جاء أبو الحسن عليه السّلام وقد ذعر حتى جلس في حجر أم أبيها بنت موسى عمّة أبيه فقالت له : ما لك؟
فقال لها : مات أبي والله الساعة.
فقالت : لا تقل هذا.
قال : هو والله كما أقول لك.
فكتبنا الوقت واليوم فجاءت وفاته عليه السّلام وكان كما قال عليه السّلام.
وقام أبو الحسن بأمر الله جل وعلا في سنة عشرين ومائتين وله ست سنين وشهور في مثل سن أبيه عليهما السّلام بعد أن ملك المعتصم بسنتين.
فروى الحميري عن محمّد بن سعيد مولى لولد جعفر بن محمد قال : قدم عمر بن الفرج المرخجي المدينة حاجّا بعد مضي أبي جعفر عليه السّلام فأحضر جماعة من أهل المدينة والمخالفين والمعاندين لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لهم : ابغوا لي رجلا من أهل الأدب والقرآن والعلم لا يوالي أهل هذا البيت لأضمّه الى هذا الغلام وأوكله بتعليمه وأتقدّم إليه بأن يمنع منه الرافضة الذين يقصدونه ويمسونه.
فسمّوا له رجلا من أهل الأدب يكنى أبا عبد الله ويعرف بالجنيدي متقدما عند أهل المدينة في الأدب والفهم ظاهر الغضب والعداوة فأحضره عمر بن الفرج وأسنى له الجاري من مال السلطان وتقدّم إليه بما أراد وعرّفه ان السلطان أمره باختيار مثله وتوكيله بهذا الغلام.
قال : فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن في القصر بصريا فاذا كان الليل أغلق الباب وأقفله وأخذ المفاتيح إليه.
فمكث على هذا مدّة وانقطعت الشيعة عنه وعن الاستماع منه والقراءة عليه. ثم اني لقيته في يوم جمعة فسلّمت عليه وقلت له : ما قال هذا الغلام الهاشمي الذي تؤدبه؟
فقال ـ منكرا عليّ ـ : تقول الغلام ، ولا نقول الشيخ الهاشمي؟! انشدك الله هل تعلم