أتيتكم فلم تأذن لي.
فقال : لعلّك أتيت في وقت لم يكن أن يؤذن لك عليّ وما علمت بمكانك وأخبرت عنك انّك ذكرتني وشكوتني بما لا ينبغي.
فقال الرجل : لا والله ما فعلت والا فهو بريء من صاحب القبر ان كان فعل.
فقال ابو الحسن : علمت انّه حلف كاذبا فقلت : اللهم انّه قد حلف كاذبا فانتقم منه.
فمات الرجل من غد وصار حديثا بالمدينة.
قال : وكتب بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين الى المتوكل : ان كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منهما فانّه قد دعا الى نفسه واتبعه خلق كثير.
وتابع بريحة الكتب في هذا المعنى ، فوجّه المتوكل بيحيى بن هرثمة وكتب معه الى أبي الحسن عليه السّلام كتابا جميلا يعرفه انّه قد اشتقاقه ويسأله القدوم عليه وأمر يحيى بالمسير معه كما يجب وكتب الى بريحة يعرفه ذلك.
فقدم يحيى بن هرثمة المدينة فأوصل الكتاب الى بريحة وركبا جميعا الى أبي الحسن عليه السّلام فأوصلا إليه كتاب المتوكل فاستأجلهما ثلاثا.
فلما كان بعد ثلاث عاد الى داره فوجد الدواب مسرجة والأثقال مشدودة قد فرغ منها.
وخرج صلّى الله عليه متوجها نحو العراق واتبعه بريحة مشيعا ، فلما صار في بعض الطريق قال له بريحة قد علمت وقوفك على اني كنت السبب في حملك ، وعلي حلف بأيمان مغلظة لئن شكوتني الى أمير المؤمنين او الى أحد من خاصته وابنائه لأجمرن نخلك ولأقتلن مواليك ولأعورن عيون ضيعتك ولأفعلن ولأصنعن.
فالتفت إليه أبو الحسن فقال له : ان أقرب عرضي اياك على البارحة وما كنت لأعرضنك عليه ثم لأشكونك الى غيره من خلقه.
قال : فانكب عليه بريحة وضرع إليه واستعفاه.
فقال له : قد عفوت عنك.
وروي عن يحيى بن هرثمة قال : رأيت من دلائل أبي الحسن عليه السّلام الأعاجيب في