فبينا نحن كذلك إذ رأيت البيت بما عليه من الستائر والديباج والقباطي قد أقبل مارّا على الأرض يسير حتى عبر الجسر من الجانب الغربي الى الجانب الشرقي والناس يطوفون به وبين يديه حتى دخل دار خزيمة وهي التي آخر من ملكها بعد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر القمي وأبو بكر الفتى ابن اخت اسماعيل ابن بلبل بدر الكبير الطولوي المعروف بالحمامي فانّه أقطعها.
فلما كان بعد أيام خرجت في حاجة حتى انتهيت الى الجسر فرأيت الناس مجتمعين وهم يقولون : قد قدم ابن الرضا عليه السّلام من المدينة فرأيته قد عبر من الجسر على شهري تحته كبير يسير عليه المسير رفيقا ؛ والناس بين يديه وخلفه ، وجاء حتى دخل دار خزيمة بن حازم فعلمت انّه تأويل الرؤيا التي رأيتها.
ثم خرج الى سر من رأى فتلقاه جملة من أصحاب المتوكل حتى دخل إليهم فأعظمه وأكرمه ومهّد له ثم انصرف عنه الى دار أعدت له. وأقام بسر من رأى.
وحدّث الحميري قال : حدّثني أيوب بن نوح قال : كتبت الى أبي الحسن عليه السّلام : ان لي حملا وأسأله ان يدعو الله أن يجعله لي ذكرا فوقع لي : سمه محمدا.
فولد لي ابن سمّيته محمدا.
وكان من خبره عليه السّلام في بركة السباع وخبر المشعبذ وخبر علي بن الجهم وخبر عمرو ابن الفرج الرخجي وغير ذلك ممّا رواه الناس.
وروى احمد بن محمد بن قابنداذ الكاتب الاسكافي قال : تقلدت ديار ربيعة وديار مضر فخرجت وأقمت بنصيبين وقلدت عمالي وأنفذتهم الى نواحي أعمالي وتقدمت أن يحمل الي كل واحد منهم كلّ من يجده في عمله ممّن له مذهب ، فكان يرد عليّ في اليوم الواحد والاثنان والجماعة منهم فاسمع منهم واعامل كلّ واحد بما يستحقه. فانا ذات يوم جالس اذ ورد كتاب عامل بكفرتوثي يذكر انّه قد وجّه إليّ برجل يقال له إدريس بن زياد ، فدعوت به فرأيته وسيما قسيما قبلته نفسي ثم ناجيته فرأيته ممطورا ورأيته من المعرفة بالفقه والأحاديث على ما أعجبني فدعوته الى القول بإمامة الاثني عشر فأبى وأنكر عليّ ذلك وخاصمني فيه وسألته بعد مقامه عندي أياما أن يهب لي