المفتونين فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم.
ثم أحيا الله موسى قبلهم فلما رآهم صرعى اغتم وقال : يا رب أصحابي أصحابي.
فأوحى الله إليه : اني ابدلك بهم من هم خير لك منهم.
قال : يا رب اني قد عرفتهم وعرفوني ووجدت ريحهم.
فبعثهم الله عز وجل له أنبياء.
ثم أخذ موسى بيد هارون ومضيا الى جبل طور سيناء فاذا هم ببيت على بابه شجرة فتدلت من الشجرة على موسى حلتان فأخذهما موسى وقال لهارون : انزع ثيابك وادخل هذا البيت والبس هاتين الحلتين ونم على السرير الذي في البيت.
ففعل هارون ذلك فلما نام على السرير قبضه الله عز وجل إليه وارتفع البيت المعمور والشجرة ورجع موسى صلّى الله عليه الى بني اسرائيل فأخبرهم بذلك فكذّبوه وقالوا بل أنت قتلته.
فشكا ذلك إلى الله جلّ وتعالى فأمر الله الملائكة فنزلت بهارون على سرير بين السماء والأرض حتى رأوه وعلموا انّه مات ورفع.
وأمر الله موسى أن يستودع علم الله ونوره وجميع ما في يديه ابن عمه يوشع بن نون فاحضره وأوصى إليه وسلّم إليه التابوت والعلم وعرّف بني اسرائيل انّه هو القائم مقامه وان عليهم فرض طاعته.
ومكث عليه السّلام ما شاء الله ثم مر برجل وهو يحفر قبرا فقال له ألا أعينك على حفر هذا القبر.
فقال له الرجل : بلى.
فأعانه حتى حفر فأراد الحفّار أن يضطجع في اللحد لينظر كيف هو فقال له موسى : أنا أضطجع فيه.
فاضطجع فرأى مكانه من الجنّة فقال : ربّ اقبضني إليك.
فقبض ودفن في ذلك القبر. وكان الذي يحفر القبر جبرئيل عليه السّلام في صورة آدمي. فذلك قبر موسى ولا يعرف به أحد. وكان موته آخر يوم من أيام التيه.