فقال له موسى : ذلك ما كنّا نبتغيه.
فارتدا على آثارهما قصصا ، أي على آثار أقدامهما ، فأخذا في جزيرة في البحر فاذا رجل عليه ثياب صوف قائم يصلّي فسلّم عليه موسى وجلس فلما انصرف من صلاته ردّ عليه السلام وقال له : من أنت يا عبد الله؟
قال : أنا موسى بن عمران صاحب بني اسرائيل.
وقال : اني سألت ربي أن اتبعك فأعلم من علمك.
قال له : يا موسى اني وكلت بأمر لا تطيقه.
ثم قص عليه العالم عليه السّلام ما كان وما يكون حتى ذكر سيّدنا محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم ذكر له ما يصيبهم من المحن وذكر القائم من ولده في آخر الزمان وما يجري على يده من الخيرات والبركات.
وأقبل طائر «روي» انّه الجندب وانّه أصغر من العصفور وانّه الخطاف حتى وقع بالبحر فأخذ بمنقاره من ماء البحر فقال العالم لموسى عليه السّلام : هل رأيت الطائر وما صنع؟.
قال : نعم.
قال له : ما علمي وعلمك في علم محمّد وآل محمّد عليهم السّلام إلّا بمقدار ما أخذه هذا الطائر بمنقاره من البحر فهل تراه نقص من ماء البحر بما أخذه بمنقاره.
ثم كان بينهما من قصّة السفينة والغلام والجدار ما قص الله به.
وانزل الله ـ جلّ وعز ـ على موسى التوراة في شهر رمضان لست ليال مضين منه وأمره أن يأمر بني اسرائيل بالصوم والإمساك عن جميع ما يؤكل ويشرب في يوم الجمعة. فتركوا الجمعة فأمسكوا يوم السبت. فحرّم الله عليهم فيه الصيد وقتل الله فيه عوج بن عناق على يدي موسى عليه السّلام وكان ولد في زمن آدم عليه السّلام.
فعند ذلك ملك كيخسرو خمسين سنة وقتل من بني اسرائيل ثمانية وعشرين ألف نبي واختلف بنو اسرائيل فاختار منهم موسى سبعين رجلا وقد كانوا طالبوه وقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة. فماتوا.
وروي ان موسى مات بموتهم ، فلذلك روي عن العالم عليه السّلام انّه قال : لا تجالسوا