قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر السوسي ، أنا أبو الحسن الساجي ، أنا أبو علي الفقيه ، نا ابن سعد ، قال (١) :
وحشيّ بن حرب الحبشيّ ، قاتل حمزة ، أسلم بعد ذلك ، وصحب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسمع منه أحاديث ، ونزل حمص حتى مات بها ، وولده بها اليوم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، قال : في الطبقة الرابعة : وحشيّ ابن حرب ، وكان أسود من سودان مكة ، عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ابن قصي ، ويقال : بل كان عبدا لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، ولم يبلغنا أنه شهد بدرا مع المشركين ، ولكنه خرج معهم إلى أحد فقالت (٢) له ابنة الحارث بن نوفل بن عامر إنّ أبي قتل يوم بدر ، فإن أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حر : إن قتلت محمّدا ، أو حمزة (٣) بن عبد المطّلب ، أو علي (٤) بن أبي طالب ، فذكر قصّة قتله حمزة.
قال محمّد بن عمر : ثم إن وحشيا بعد ذلك خرج إلى الشام ، حين خرج المسلمون ، فلم يزل معهم في تلك المواضع والمشاهد حتى فتحت حمص ، فنزلها ووقع في الخمر يشربها ، ولبس المعصفر المصقول ، فكان أول من ضرب في الخمر بالشام ، وأول من لبس المعصفرات بالشام ، وليس بينهم في ذلك اختلاف ، وله بقية وعقب بالشام ، وقد روى الوليد ابن مسلم عن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ أحاديث عن أبيه عن جده.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : ومن حلفائهم ـ يعني ـ بني نوفل : وحشيّ مولى جبير بن مطعم قاتل حمزة ، له ثمانية (٥) أحاديث.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤١٨.
(٢) الأصل وم و «ز» : فقال.
(٣) في م : وحمزة.
(٤) بالأصل : وعلي ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٥) بالأصل وم و «ز» : ثمان.