٧٩٦٨ ـ وردان أبو عبيد ـ ويقال : أبو عثمان ـ مولى عمرو (١) بن العاص السّهميّ (٢)
من سبي أصبهان.
روى عن مولاه عمرو.
روى عنه : مالك بن زيد الناشري ، وعليّ بن رباح.
وشهد فتح مصر ، وقدم دمشق في أيام معاوية ، وكانت له بها دار.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا محمّد بن يونس ، نا الأصمعي ، نا شبيب بن شيبة ، قال :
كان عمرو بن العاص ذات يوم عند معاوية ومعه وردان مولاه فقال معاوية لعمرو : ما بقي من لذتك يا أبا عبد الله (٣)؟ فقال : محادثة أخي صدق مأمون على الأسرار ، فأقبل على وردان فقال : وأنت يا أبا عثمان ، ما بقي من لذتك؟ قال : النظر في وجه كريم أصابته نكبة ، فاصطنعت إليه فيها يدا حسنة ، قال معاوية : أنا أولى بذلك منك ، فقال : أنت يا أمير المؤمنين أقدر عليه مني ، وأولى به من سبق إليه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا الحسن بن الحسن السكري ، نا محمّد بن الحارث ، عن المدائني قال : قال معاوية بن أبي سفيان يوما لوردان مولى عمرو بن العاص : ما بقي من الدنيا تلذه؟ قال : القديم الطويل ، قال : وما هو؟ قال : الحديث الحسن ، أو (٤) ألقى أخا قد نكبه الدهر فأجبره.
ثم أنشد الحسين بن الحسن هذه الأبيات ، وذكر أن محمّد بن سلّام أنشده لأعرابي (٥) :
وما هذه الأيام إلّا معارة (٦) |
|
فما استطعت من معروفها فتزوّد |
فإنّك لا تدري بأي بلدة |
|
تموت ولا ما يحدث الله في غد |
__________________
(١) بالأصل وم : عمر ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».
(٢) ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٣٦ وطبقات ابن سعد ٧ / ٥١١ وتاريخ خليفة ص ١٦٢.
(٣) الأصل : «عبد الرحمن» والمثبت عن «ز» ، وم.
(٤) بالأصل : «وألقى» والمثبت عن «ز» ، وم.
(٥) الأول لقيس بن الخطيم ، من قصيدة في ديوانه ص ١٣٠ (ط. صادر ـ بيروت).
(٦) صدره في الديوان : فما المال والأخلاق إلّا معارة.