محمّد بن علي بن الحسين بن الرماني ، نا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن محمّد بن عجب الأنباري ، نا صالح بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث ، نا أبو حرب وحشيّ بن إسحاق بن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، حدّثني [أبي](١) عن أبيه عن جده قال :
لما فتحنا اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح بقيت مغارة الروم فيها عدة من فرسانهم وغير ذلك لا يستطاع فتحها ، فقالوا : من لها؟ فقلت : أنا لها ، هل من درع ، فأتوني بدرع فلبستها على درعي ، ثم قلت : هل من درع أخرى ، فأتوني بدرع أيضا فلبستها كهيئة السراويل ، وشددتها عليّ شدّا جيدا ، وأخذت سيفي بيدي ، وأخذت حبلا ووضعته في وسطي ، وأمرتهم أن يدلوني في المغارة فقالوا : يا أبا حرب ، قد كبرت سنك ، وما إن تجشم ذا فقلت له : ما رحمت نفسي منذ صاحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدلّوني ، فقتلت فرسانها وأحرقت من كان فيها ، وقد كنت أسمع سيفي في رءوسهم كالفأس في الحطب الجزل ، ولقد غريت يدي على سيفي (٢) من الدم ، وما أخرجته من يدي حتى أنقعته بالماء المسخن (٣).
قال : ولما قدمنا حمص مع أبي عبيدة بن الجرّاح برز إليّ بطريق من بطارقة الروم على باب الرستن (٤) فقتلته ، فلبست ثوبه وركبت دابته ودخلت السوق حتى أتيت باب يهود ، فضربت سلسلته بسيفي فقطعتها ، فدخل الناس فتركت دار اصطفيس ، وأنزلت أصحابي حولي.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا كتب إليّ كتابا كتب فيه : من محمّد النبي صلىاللهعليهوسلم إلى وحشيّ الحبشيّ.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن حميد بن عبد الله ، أنا محمّد بن علي بن محمّد النحوي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة الحرّاني ، أنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة ، نا محمّد بن مصعب ، نا أبو بكر عن راشد بن سعد ، قال : أول من لبس الثياب المدلّكة وجلد في الخمر وحشيّ (٥).
__________________
(١) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، لتقويم السند.
(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : فرسي ، والمثبت عن «ز».
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : السخن.
(٤) الرستن : بليدة قديمة كانت على نهر الميماس ، العاصي اليوم والرستن : بين حماه وحمص. (معجم البلدان).
(٥) تهذيب الكمال ١٩ / ٣٧١.