(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
أَرْسَلَهُ عَلىٰ حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَتَنٰازُعٍ مِنَ الْأَلْسُنِ ، فقفّىٰ بِهِ الرُّسُلَ ، وَخَتَمَ بِهِ الْوَحْىَ. فَجٰاهَدَ فِى اللهِ الْمُدْبِرِينَ عَنْهُ ، وَالْعٰادِلِينَ بِهِ. |
قوله عليهالسلام : «أَرْسَلَهُ عَلىٰ حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ» «الرسالة» بالكسر ، لغة : اسم من الإرسال وهو التوجيه ، وعرفاً تكليف الله تعالى بعض عباده بواسطة ملك يشاهده ويشافهه أن يدعو الخلق إليه ويبلّغهم أحكامه ، وقد تطلق على نفس الأحكام المرسل به.
و «حين فترة من الرسل» الفترة : أي ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان الذي إنقطعت فيه الرسالة ومنه «فترة ما بين عيسى ومحمّد عليهما الصّلاة والسلام» هكذا ذكره إبن الأثير (٢).
وفي شرح إبن أبي الحديد : الفترة بين الرسل : إنقطاع الرسالة والوحي ، وكذلك كان إرسال محمّد صلىاللهعليهوآله لأنّ بين محمّد صلىاللهعليهوآله وبين عهد المسيح عليهالسلام عهداً طويلاً أكثر الناس على أنّه ستماءة سنة ولم يرسل في تلك المدّة رسول (٣).
ففي هذه الفترة الخالية من الرسول انحرفت الاُمّة عن مسيرها الديني والأخلاقي الموجب لنشر الظلم والعدوان والقتل والطرد فحينئذٍ تحتاج الاُمّة إلى قوانين جديدة حكيمة لنظم أمورهم الموجب لبعثة رسول لهم.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ١٩١ ، الخطبة ١٣٣.
٢ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ٤٠٨ ، مادة «فتر».
٣ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ٦ ، ص ٣٨٨.