(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
حَتّىٰ تَمَّتْ بِنَبِيِّنٰا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ حُجَّتُهُ ، وَبَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذُرُهُ وَنُذُرُهُ. |
قوله عليهالسلام : «حَتّىٰ تَمَّتْ بِنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ حُجَّتُهُ» أي أكمل به دينه ، وختم به أنبيائه ورسله. قال الله تعالى : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ» (٢). وعن أبي هريرة أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : اُرسلت إلى النّاس كافّة وبي ختم النبيّون (٣).
قوله عليهالسلام : «وَبَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذُرُهُ وَنُذُرُهُ» المقطع بالكسر : ما يقطع به الشيئ ، قاله الجوهري (٤) أي لم يزل يبعث الأنبياء واحداً بعد واحد ، حتّى بعث محمّداً صلىاللهعليهوآله فتمّت به حجّته على الخلق أجمعين قال الله تعالى : «رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا» (٥).
* * *
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ١٣٣ ـ ١٣٤ ، الخطبة ٩١.
٢ ـ الأحزاب : ٤٠.
٣ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥٠ ، والسنن الكبرى : ج ٢ ، ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤.
٤ ـ الصحاح : ج ٣ ، ص ١٢٦٧ ، مادة «قطع».
٥ ـ النساء : ١٦٥.