(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ مِنْ لَدُنْ كٰانَ فَطِيمًا أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلٰائِكَتِهِ ، يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكٰارِمِ ، وَمَحٰاسِنَ أَخْلٰاقِ الْعٰالَمِ ، لَيْلَهُ وَنَهٰارَهُ. |
قوله عليهالسلام : «وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ مِنْ لَدُنْ كٰانَ فَطِيمًا أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلٰائِكَتِهِ» القرن : أهل زمان واحد ، واشتقافه من قرنت لاقترانهم برهة من الزمان و «الفطيم» ككريم هو الذي انتهت مدّة رضاعه ، وفطم عن الثدي. يقال فطمت الرضيع من باب ضرب فصلته عن الرضاع ، ومن الواضح أنّ علوّ شأن النبيّ صلىاللهعليهوآله وسمّوا أخلاقة في مضمار الفضيلة وكرم النفس والنبل والطهارة التي جاءت حصيلة لإعداد إلٰهي خاص توفّر لرسوله الله صلىاللهعليهوآله قبل الدعوة الإسلاميّة حتّى صار كفواً للرسالة الإلٰهيّة وتجسيداً لحقائقها وإلى هذا اللون من الإعداد الإلٰهي أشار عليهالسلام بقوله : «ولقد قرن الله ...» وذلك الملك كان أعظم من جبرئيل وميكائيل كما حدّث عنه أبو بصير عندما سأل أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّوجلّ : «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» (٢) ، قال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مع الأئمة عليهمالسلام ، وهو من الملكوت (٣).
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٠٠ ، الخطبة ١٩٢.
٢ ـ الإسراء : ٨٥.
٣ ـ الكافي : ج ١ ، ص ٢٧٣ ، ح ٣ ، باب الروح الّتي يسدّد الله بها الأئمة عليهمالسلام وتفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٦ ، س ١٥ ، وأخرجه العياشي في تفسيره ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦١.