(وَمِنْ حِكَمِهِ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
إِنَّ وَلِىَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطٰاعَ اللهَ وَإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ ، وَإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللهَ وَإِنْ قَرُبَتْ قَرٰابَتُهُ. |
قال الجوهري : اللحمة بالضم : القرابة (٢) نبّه عليهالسلام بقوله هذا على أنّ العبرة في الولاء والعداء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هي إطاعة الله عزّوجلّ ومعصيته ، فمن أطاعه فهو موالي له ، ومن عصاه فهو عدوه وإن كان من لحمته وأقربائه ، ولقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم لبضعته كما جاء في الخبر : يا فاطمة بنت رسول الله! سليني بما شئت. لا اُغني عنك من الله شيئا (٣).
وقال إبن أبي الحديد : قال رجل لجعفر بن محمّد عليهمالسلام : أرأيت قوله صلىاللهعليهوآله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النّار أليس هذا أماناً لكلّ فاطمي في الدنيا؟
فقال : إنّك لأحمق ، إنّما أراد حسناً وحسيناً لأنّهما من لحمة أهل البيت ، فأمّا من عداهما من قعد به عمله لم ينهض به نسبه (٤).
أخرجه الشيخ الصدوق عن ياسر : قال : إنّ أباالحسن الرضا عليهالسلام قال لأخيه زيد بن موسى عليهالسلام : يا زيد غرّك قول سفلة أهل الكوفة : إنّ
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٤٨٤ ، الحكمة : ٩٦.
٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠٢٧ ، مادة «لحم».
٣ ـ صحيح مسلم : ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وهكذا أخرجه النسائي في سننه : ج ٦ ، ص ٢٥٠ ، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين.
٤) ـ شرح نهج البلاغة : لإبن أبي الحديد : ج ١٨ ، ص ٢٥٢ ، الأصل ٩٢.