(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
فَصَدَعَ بِمٰا أُمِرَ بِهِ ، وَبَلَّغَ رِسٰالَةَ رَبِّهِ. فَلَمَّ اللهُ بِهِ الصَّدْعَ ، وَرَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ ذَوِى الْأَرْحٰامِ ، بَعْدَ الْعَدٰاوَةِ الْوٰاغِرَةِ فِى الصُّدُورِ ، وَالضَّغٰائِنِ الْقٰادِحَةِ فِى الْقُلُوبِ. |
قوله عليهالسلام : «فَصَدَعَ بِمٰا أُمِرَ بِهِ» أي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أظهر ما أمر به بعد ما كان مختفياً خمس سنوات لا يستطيع أن يظهر دينه ، ويشهد له ما ورد عن الصّادق عليهالسلام قال : إكتتم رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكة مستخفياً خائفاً خمس سنين ، ليس يظهر ، وعلي عليهالسلام معه وخديجة ، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر فظهر وأظهر أمره (٢).
وفي خبر أخر عن الحلبي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : مكث رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله تعالى ، ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مستخفياً خائفاً لا يظهر حتّى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر فأظهر حينئذٍ الدعوة (٣)
قوله عليهالسلام : «وَبَلَّغَ رِسٰالَةَ رَبِّهِ» من الحكم والمواعظ وغير ذلك.
قوله عليهالسلام : «فَلَمَّ اللهُ بِهِ الصَّدْعَ» أي جمع الله بالنبي التشتّت والإفتراق السائد آنذاك بين الأعراب وألّف بين قلوبهم.
قوله عليهالسلام : «وَرَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ» الرتق : ضدّ الفتق ، والمراد أنّه صلىاللهعليهوآله رفع ما كان بين الأعراب من إختلاف الآراء وتشتّت الأهواء وإفتراق
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٥٣ ، الخطبة ٢٣١.
٢ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٢٠١ ـ ٢٠٢.
٣ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٢٠٢.