الكلمة بالعداوة والبغضاء ، ويشهد له ما أخرجه إبن شهراشوب عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه كان يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم ، فلقي رهطاً من الخزرج ، فقال : ألا تجلسون أُحدّثكم؟ قالوا : بلى. فجلسوا إليه ، فدعاهم إلىٰ الله تعالى ، وتلا عليهم القرآن ، فقال بعضهم لبعض : يا قوم تعلموا ، والله إنّه النبيّ الذي كان يوعدكم به اليهود ، فلا يسبقنّكم إليه أحد. فأجابوه ، وقالوا له : إنّا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ مثل ما بينهم ، وعسى أن يجمع الله بينهم بك ، فتقدم عليهم ، وتدعوهم إلى أمرك ، وكانوا ستّة نفر ، فلمّا قدموا المدينة فأخبر قومهم بالخبر ، فما دار حول إلّا وفيها حديث النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى إذا كان العام المقبل أتى الموسم من الأنصار إثنىٰ عشر رجلاً فلقوا النبيّ صلىاللهعليهوآله فبايعوه على بيعة النساء أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يسرقوا إلى آخرها (١).
قوله عليهالسلام : «وَأَلَّفَ بَيْنَ ذَوِى الْأَرْحٰامِ» كما ألّف صلىاللهعليهوآله بين الأوس والخزرج إبني حارثة ، ويقال لهما : إبني قيلة نسبة إلى أُمّهما.
قوله عليهالسلام : «بَعْدَ الْعَدٰاوَةِ الْوٰاغِرَةِ فِى الصُّدُورِ» الواغرة : أي : المتوقّدة في الصدور.
قوله عليهالسلام : «وَالضَّغٰائِنِ الْقٰادِحَةِ فِى الْقُلُوبِ» الضغائن جمع الضغينة ، أي الحقد ، والقادحة : أي المشتعلة ، والمراد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف بين ذوى الأرحام بعد ما كانت العداوة والبغضاء والحقد. مشتعلة في قلوبهم.
* * *
__________________
١ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٨١.