فبعثة نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله تكون أكبر نعمة للبشريّة الّتي تنفي عنهم ما كانوا عليه سابقاً من الظلم والعدوان وأنّه موجب لهدايتهم وإرشادهم وتعليمهم و ... كما دل عليه قوله تعالى : «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ» (١).
قوله عليهالسلام : «وَتَنٰازُعٍ مِنَ الْأَلْسُنِ» أي تشتّت الآراء والأهواء الموجب لإختلاف الألفاظ على الألسن فحسب ، فكلّ طائفة تجادل مخالفيها بألسنتها نظير قول يوسف عليهالسلام في ما حكى الله تعالى عنه : «مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ» (٢).
قوله عليهالسلام : «فَقَفّىٰ بِهِ الرُّسُلَ» قفيت على أثره بفلان أي إتّبعته إيّاه ، قاله الجوهري (٣) ومنه قوله تعالى : «ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا» (٤).
قوله عليهالسلام : «وَخَتَمَ بِهِ الْوَحْىَ» ختم الكتاب من باب ـ ضرب ـ وختم عليه ختماً : وضع عليه الخاتم وهو الطابع.
والوحي في اللغة : الإشارة والكتاب والإلهام وكلّ ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه فهو وحي ، وهو مصدر وحى إليه يحي من باب وعد ، وأوحى إليه بالألف مثله ، وهي لغة القرآن الفاشية ، ثم غلب إستعمال الوحي فيما يلقىٰ إلى الأنبياء من عند الله وحيث إنقطع الوحي بعد النبي صلىاللهعليهوآله إذن ختم الله به الوحى فهو صلىاللهعليهوآله خاتم الأنبياء.
__________________
١ ـ الجمعة : ٢.
٢ ـ يوسف : ٤٠.
٣ ـ الصحاح : ج ٦ ، ص ٢٤٦٦ ، مادة «قفى».
٤ ـ الحديد : ٢٧.