(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
إِخْتٰارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْأَنْبِيٰاءِ ، وَمِشْكٰاةِ الضِّيٰاءِ ، وَذُؤٰابَةِ الْعَلْيٰاءِ ، وَسُرَّةِ الْبَطْحٰاءِ وَمَصٰابِيحِ الظُّلْمَةِ ، وَيَنٰابِيعِ الْحِكْمَةِ. |
قوله عليهالسلام : «إِخْتٰارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْأَنْبِيٰاءِ» إستعار عليهالسلام لفظ الشجرة لصنف الأنبياء صلىاللهعليهوآله ووجه المشابهة : أن الشجرة لمّا كانت ذات أغصان وثمار ، فصنف الأنبياء يكون كذلك ذا ثمر وفروع ، ففروعه يكون نفس الأشخاص ، وثمره يكون العلوم والكمالات النفسانيّة.
أخرجه إبن سعد في الطبقات الكبرىٰ بإسناده عن إبن عبّاس في قوله تعالى : «وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» (٢) قال : أي من نبيّ إلى نبيّ ، ومن نبيّ إلى نبيّ حتّى أخرجك نبيّاً (٣).
قوله عليهالسلام : «وَمِشْكٰاةِ الضِّيٰاءِ» المشكاة : كوّة غير نافذة ، ذكره الراغب في المفردات (٤).
إستعار عليهالسلام لفظ المشكاة لآل إبراهيم ، ووجه المشابهة أنّ هؤلاء قد ظهرت منهم الأنبياء وسطع من بينهم أنوار النبوّة والهداية ، كما يظهر نور المصباح من المشكاة.
قوله عليهالسلام : «وَذُؤٰابَةِ الْعَلْيٰاءِ» الذؤابة : طائفة من شعر الرأس التي تدلى ، فاستعار عليهالسلام لفظ الذؤابة إلى الإشارة إلى قريش ، ووجه المشابهة تدليهم في أغصان الشرف والعلوّ عن آبائهم كتدلّي ذؤابة الشعر عن
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ١٥٦ ، الخطبة ١٠٨.
٢ ـ الشعراء : ٢١٩.
٣ ـ الطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٢٢.
٤ ـ المفردات : ص ٢٦٦.