(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ابْتَعَثَهُ وَالنّٰاسُ يَضْرِبُونَ فِى غَمْرَةٍ ، وَيَمُوجُونَ فِى حَيْرَةٍ ، قَدْ قٰادَتْهُمْ أَزِمَّةُ الْحَيْنِ. وَاسْتَغْلَقَتْ عَلٰى أَفْئِدَتِهِمْ أَقْفٰالُ الرَّيْنِ. |
قوله عليهالسلام : «أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» قال الله تعالى : «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» (٢).
قوله عليهالسلام : «ابْتَعَثَهُ وَالنّٰاسُ يَضْرِبُونَ فِى غَمْرَةٍ» الضرب : السير السريع ، والغمرة : الإنهماك في الباطل ، أي الناس يسيرون في الجهل والضلالة والبطلان سيراً سريعاً.
قوله عليهالسلام : «وَيَمُوجُونَ فِى حَيْرَةٍ» أي يضطربون ويختلجون في حيرة وجهالة ، لكثرة الفتن وشدّة المصائب في أيّام الفترة من سفك الدماء والقتل والنهب فلا يعرفون سبيلاً للنجاة لهم.
قوله عليهالسلام : «قَدْ قٰادَتْهُمْ أَزِمَّةُ الْحَيْنِ» أي حيث إنهمكوا في المحرمات ، وارتكبوا المعاصي فقادتهم تلك الأزمّة إلى الهلاك الأبديّة. وقد قال الله تعالى : «وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ» (٣).
قوله عليهالسلام : «وَاسْتَغْلَقَتْ عَلٰى أَفْئِدَتِهِمْ أَقْفٰالُ الرَّيْنِ» وفي الصحاح : الرين : الطبع والدنس ، يقال : ران على قلبه ذنبه يرين ريناً وريوناً ، أي : غلب (٤).
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٨٣ ، الخطبة ١٩١.
٢ ـ الفتح : ٢٩.
٣ ـ آل عمران : ١٠٣.
٤ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢١٢٩.