(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا نَجِيبُ اللهِ. وَسَفِيرُ وَحْيِهِ ، وَرَسُولُ رَحْمَتِهِ. |
قوله عليهالسلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا نَجِيبُ اللهِ» النجيب : الكريم ، النفيس في نوعه ، فضيل بمعنى فاعل ، من نجُبَ ـ كَكرُمَ ـ نجابة ، ويحتمل أن يكون بمعنى مفعول ، أي اللّباب الخالص الذي انتجبه الله من خلقه ، فالمراد إذن من قوله عليهالسلام : «محمّد نجيب الله» أي كريم النسب وأفضل الناس حسباً ونسباً.
قوله عليهالسلام : «وَسَفِيرُ وَحْيِهِ» الوحي في اللغة : الإشارة والرسالة والإلهام وكلّ ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه فهو وحي ، وهو مصدر وحى إليه يحيي من باب وعد ، وأوحى إليه بالألف مثله ، وهي لغة القرآن الفاشية ، ثم غلب إستعمال الوحي فيما يلقىٰ إلى الأنبياء من عند الله ، قال تعالى : «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ» (٢).
قوله عليهالسلام : «وَرَسُولُ رَحْمَتِهِ» أي أنّ رسالته صلىاللهعليهوآله كانت رحمة للعالمين ، قال تعالى : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (٣) وفي الحديث : أنا نبيّ الرحمة (٤) وفي آخر قال صلىاللهعليهوآله إنّما أنا رحمة مهداة (٥) وتفصيل هذه الرحمة من وجوه.
أحدها : أنّه الهادي إلى سبيل الرشاد ، والقائد إلى رضوان الله
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٣١٢ ، الخطبة ١٩٨.
٢ ـ النجم : ٣ ـ ٤.
٣ ـ الأنبياء : ١٠٧.
٤ ـ مسند أحمد بن حنبل : ج ٤ ، ص ٣٩٥.
٥ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥١.