وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ (١)
|
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُجْتَبىٰ مِنْ خَلٰائِقِهِ ، وَالْمُعْتٰامُ لِشَرْحِ حَقٰائِقِهِ ، وَالْمُخْتَصُّ بِعَقٰائِلِ كَرٰامٰاتِهِ ، والْمُصْطَفىٰ لِكَرٰائِمِ رِسٰالٰاتِهِ ، وَالْمُوَضَّحَةُ بِهِ أَشْرٰاطُ الْهُدىٰ ، وَالْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِيبُ الْعَمىٰ. |
قوله عليهالسلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» قال الله تعالى : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» (٢).
قوله عليهالسلام : «الْمُجْتَبىٰ مِنْ خَلٰائِقِهِ» أي المصطفى من الأولين والآخرين.
عن إبن عبّاس قال : إنّ جبرئيل عليهالسلام أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : إنّ ربّي بعثني إليك وأمرني أن آتيه بك فقم فإنّ الله يكرمك كرامة لم يكرم بها أحد قبلك ولا بعدك فأبشر وطب نفساً الحديث (٣).
وعنه ايضاً فلمّا بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب ، فقال جبرئيل : تقدّم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان ، ولو دنوت أنملة لاحترقت (٤).
وقال أبو بصير : سمعته يقول : إنّ جبرئيل إحتمل رسول الله حتّى إنتهى به إلى مكان من السماء ، ثم تركه فقال له : ما وطأ نبيّ قط مكانك (٥).
قوله عليهالسلام : «وَالْمُعْتٰامُ لِشَرْحِ حَقٰائِقِهِ» أي شرح النبيّ صلىاللهعليهوآله حقائق التوحيد والعدل والمعاد ، وشرح الحلال والحرام ، والثواب والعقاب ،
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٥٧ ، الخطبة ١٧٨.
٢ ـ آل عمران : ١٤٤.
٣ ـ مناقب إبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٧٧.
٤ ـ مناقب إبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٧٩.
٥ ـ مناقب إبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٧٩.