وشرح الحقائق في ما نسبه أهل الكتاب إلى التوراة والإنجيل إفتراءً منهم ، فقالوا : لحم الإبل كان محرّماً في ملّة إبراهيم فكذّبهم النبيّ صلىاللهعليهوآله في ما أنزل تعالى في قوله : «كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» (١).
وشرح النبيّ صلىاللهعليهوآله قصص الأنبياء بحقائقها في ما أنزل الله تعالى عليه فقال بعد ذكر قصة نوح : «تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ» (٢).
وهكذا شرح خبر ذي القرنين ، (٣) وخبر أصحاب الكهف (٤) وغير ذلك من أخبار الأنبياء عليهمالسلام.
قوله عليهالسلام : «وَالْمُخْتَصُّ بِعَقٰائِلِ كَرٰامٰاتِهِ» أي المختص بنفائس كرامات الله ، كما قال الله تعالى : «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا» (٥) وقال عزّوجلّ : «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» (٦) ، وقال عزّ إسمه : «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ» (٧).
__________________
١ ـ آل عمران : ٩٣.
٢ ـ هود : ٤٩.
٣ ـ الكهف : ٨٣ ـ ٩٨.
٤ ـ الكهف : ١٠ ـ ٢٦.
٥ ـ الإسراء : ١.
٦ ـ الضحى : ٥ ـ ١١.
٧ ـ الشرح : ١ ـ ٤.