(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
أَرْسَلَهُ بِالضِّيٰاءِ وَقَدَّمَهُ فِى الْإِصْطِفاءِ ، فَرَتَقَ بِهِ الْمَفٰاتِقَ ، وَسٰاوَرَ بِهِ الْمُغٰالِبَ ، وَذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ ، وَسَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ ، حَتّىٰ سَرَّحَ الضَّلٰالَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمٰالٍ. |
قوله عليهالسلام : «أَرْسَلَهُ بِالضِّيٰاءِ» أي بالنور اللامع الساطع من رسول الله صلىاللهعليهوآله فهو نور يهتدى به في ظلمات الجهل ، ويقتدى بأحكامه وسننه.
ويمكن أن يكون المراد بالنور إمّا نور الإيمان ، وبه فسرّ قوله تعالى : «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» (٢) أي يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
وإمّا نور العلم ، يعني : النبوّة والرسالة الذي كان في قلب محمّد صلىاللهعليهوآله ، ويؤيّده ما ورد في كتاب التوحيد عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» قال : كذلك الله عزّوجلّ : «مَثَلُ نُورِهِ» قال : محمّد صلىاللهعليهوآله ، «كَمِشْكَاةٍ» قال : صدر محمّد صلىاللهعليهوآله «فِيهَا مِصْبَاحٌ» (٣) قال : فيه نور العلم ، يعني النّبوة (٤).
وإمّا نور القرآن كما في قوله تعالى : «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» (٥).
قوله عليهالسلام : «وَقَدَّمَهُ فِى الْإِصْطِفاءِ» الصفي : إمّا بمعنى المصطفىٰ أي
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٣٠ ، الخطبة ٢١٣.
٢ ـ البقرة : ٢٥٧.
٣ ـ النور : ٣٥.
٤ ـ التوحيد : ص ١٥٧ ، ح ٢ ، باب ١٥ ، تفسير قول الله عزّوجلّ : «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ....».
٥ ـ إبراهيم : ١.