(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ) (١)
|
حَتّىٰ بَعَثَ اللهُ مَحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ شَهِيدًا وَبَشِيرًا وَنَذِيرًا. خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلًا ، وَأَنْجَبَهٰا كَهْلًا. أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً ، وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً. |
قوله عليهالسلام : «حَتّىٰ بَعَثَ اللهُ مَحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ شَهِيدًا وَبَشِيرًا وَنَذِيرًا» شهيد : فعيل بمعنى فاعل من شهد على الشيئ إطّلع عليه وعاينه ، فهو شهيد وشاهد ، والمراد هنا إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يشهد على الاُمّة بما فعلته من خير أو من شرّ من طاعته أو عصيان قال تعالى : «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا» (٢) وقال : «وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ» (٣) وقال : «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» (٤) وقال : «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا» (٥) فرسول الله يشهد على كلّ اُمّة بما فعلت ويدل عليه.
ما روي أنّ الأُمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء عليهمالسلام فيطالب الله تعالى الأنبياء بالبيّنة عليه على أنّهم قد بلّغوا ، وهو أعلم للحجّة على الجاحدين وزيادة لخزيهم ، فيؤتى باُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله فيشهدون. فيقول
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ١٥١ ، الخطبة ١٠٥.
٢ ـ الأحزاب : ٤٥.
٣ ـ النحل : ٨٩.
٤ ـ البقرة : ١٤٣.
٥ ـ النساء : ٤١.