قدومنا ليلة الأحد التاسع عشر من ذي القعدة لسنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف (١) ، وبعد أن استرحنا قليلا وسلمناه أمتعتنا لتكون في مأمن ذهبنا إلى المسجد الحرام ودخلنا إليه من باب السلام كما هي السنّة فطفنا بالكعبة المعظمة بعد أن كبرنا وهللتا وصلينا على النبي صلىاللهعليهوسلم كما جاءت به السنة احترازا من الشرك الخفي سبعة أشواط : طواف العمرة فإنها عبارة عن الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة مهرولين في الثلاثة الأشواط الأول فقط كما وردت به السنّة.
وعند ختام الطواف صلينا ركعتين ثم ذهبنا إلى المسعى فسعينا سبعة أشواط بين الميلين الأخضرين نبدأ بالصفا ونختم بالمروة ، وحلقنا وقد تحللنا من العمرة ثم رجعنا مع المطوف المومأ إليه وبتنا في رحابه ، ثم في الصباح ذهبنا معه لاستئجار بيت فسهل الله لنا ذلك ومن نعم الله علينا أن كان محل إقامتنا قرب المسجد الحرام حتى نبقى مترددين إليه داعين لأنفسنا ولأحبابنا ولمن سألنا الدعاء.
هذا وليكن معلوما أن الإنسان عند مشاهدة البيت لا يبقى في نفسه إلا ربّ البيت فيسرح عقله في ملكوت رحمهالله تعالى مبدع نظام هذا العالم المحبوب الحقيقي لجميع الخلائق.
لا تسل عن شرح أرباب الهوى |
|
يا ابن ودى ما لهذا الحال شرح |
__________________
(٥٠) ٢٢ نيسان ١٩٢٩.