اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)(١) ومن المعلوم أن هذه الآية الشريفة نزلت بعد أخذه صلىاللهعليهوسلم طلب المفتاح منه فأرسل إلى والدته أن أرسلي المفتاح إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فامتنعت فذهب إليها بنفسه ليحضره إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت له إذا أخذ المفتاح منكم فإنه لا يرجع إليكم أبدا ، فقال لها لا بد من تسليمه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلمته لولدها فسلمه له عليه الصلاة والسلام ، وكانت قريش تعتقد أن الكعبة المعظمة لا يقدر على فتحها أحد غير آل شيبة ، فلما فتحها رسول الله صلىاللهعليهوسلم تعجبوا من ذلك ، وعندئذ قال علي بن أبي طالب رضياللهعنه وكرم الله وجهه : الحمد لله الذي جعل فينا النبوة والسقاية والسدانة ، فكره ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونزل الوحي بقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى عثمان المشار إليه وأعطاه المفتاح. فقال رضياللهعنه يا رسول الله أبأمر من تلقاء نفسك يعني هذا العطاء ، أم أمرك الله بذلك؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : بل أمرني الله بذلك. فشكر عثمان رضياللهعنه الله على هذه النعمة الجزيلة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام مخاطبا له : إن السدانة فيكم إلى يوم القيامة لا ينزعها منكم إلا ظالم.
__________________
(٥٤) سورة النساء ، الآية ٥٨.