مذكراتي هذه المفصلة عن هذه الرحلة التي امتدت خمسين يوما.
وقد أشار عليّ بعض الإخوان بنشر هذه الرحلة لطرافتها ولتصويرها الواقعي الأمين لفترة مضطربة رهيبة من حياة الجزيرة العربية ، كانت تتخطف فيها لأرواح وتسلب الأموال وتنتهك الحرمات ، ولتذكير المسلمين بالخط الحديدي الحجازي الذي يربط بين الأقطار ويقرب الأمصار ، عسى أن يكونوا أكثر جدا في تجديده ، وأوفر حرصا على إعادته لفوائده الروحية والاقتصادية والاجتماعية. وقد آثرت أن تطبع الرحلة كما كتبت أول مرة ، ولم أعمل فيها يد التنقيح أو التهذيب لتبقى لها صورتها الأولى ولتحمل جوها الأصيل.
وفي آخر الرحلة ثلاثة كتب مهمة في موضوعها. ورأيت أخيرا أن أكتب ترجمة موجزة لحياتي وألحقها بها. والحمد لله رب العالمين.
محمد بهجة البيطار