تتيسر لنا زيارتها كلها ، ولا زيارة إخواننا الميدانيين فيها ، وفيها نزل لطيف ، وقد أنسنا فيها بلقاء أبناء عمنا الأفندية حمدي وبشير وفهمي ، وجلسنا عندهم نحو نصف ساعة ، وابتعنا من مخزنهم وغيره بمقدار مائتين وخمسين قرشا ، وابن عمنا حسني أفندي هو محاسب حوران الآن سلمهم الله ، وفي درعا فرع للخط من جهة الغرب إلى حيفا.
وتابعنا سيرنا فبلغنا «المفرق» في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة عشرة ، وقد شاهدنا بأم العين آثار المعارك الدموية الهائلة التي جرت في تلك البقعة بين العرب والترك ، من عظام بالية ، وقطارات معطلة ، وتحصينات مخربة ، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وبلغنا «خربة السمرا» الساعة الثانية عشرة مساء ، ثم «الزرقاء» في الساعة الواحدة ليلا ، وهي قرية يسكنها الجركس ، والذي اشتهرت به هو عينها الشهيرة بعين «الزرقاء» ، وهي نهر في الجنوب الغربي ويمتد من البلقاء إلى بحيرة لوط (١). ثم «عمّان» الساعة الثانية ليلا ، وفيها آلة ميكانيكية لاستخراج الماء ، وقد تناولنا في المحطة طعام العشاء ، وشربنا الشاي والقهوة ، ودار بيننا حديث في أخلاق الحجازيين ، والشاميين والنجديين ، واتفقنا على أنه لا معصوم إلا من عصم الله ، ثم بتنا ليلتنا في قطارنا ، وقد جالت في
__________________
(٣) أي البحر الميت.