خصص للداعي وعقيلته حجرة مستقلة أسأله تعالى أن يوفقه للهداية لأقوم طريق والتجلي بحلل التوفيق إنه سميع الدعاء.
هذا ولما أن دخلنا الغرفة وخلوت بنفسي تذكرت أن الديار المصرية كانت تحت حكم الفراعنة الذين ادعى أحدهم الربوبية ادعاء باطلا ، وهو فرعون موسى عليهالسلام حيث (فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)(١) واستدل على ذلك بدليل باطل فقال (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ)(٢) يريد بذلك أنه أعظم من موسى رسول الله الذي أرسله الله تعالى لإنقاذ بني إسرائيل من عبودية الأقباط (٣) الذين كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم : ويقولون إنا فوقهم قاهرون ، وقد أيد الله رسوله موسى بأخيه هارون حيث قال (قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ)(٤) وقد أظهر الله على يديه خوارق العادات حتى أحيا الجماد فجعل العصا حية تسعى ، ولا ريب في أن معجزته أعظم من
__________________
(٦٥) سورة النازعات ، الآية ٢٤.
(٦٦) سورة الزخرف ، الآيتان ٥١ ـ ٥٢.
(٦٧) لم يكن هذا الاسم معروفا أيام الفراعنة ، فتسمية الأقباط ظهرت في الفترة المسيحية.
(٦٨) سورة القصص ، الآية ٣٥.