حماية لأنفسهم ولنا من أعراب تلك البطاح ، ولم يتيسر لنا أن نجتاز سحابة ذلك النهار ، أكثر من ثلاث محطات ، تبلغ ٥٥ كم ، وهي من معان (٤٦٤) كم من الشام ، إلى غدير الحاج (٤٨٠) كم إلى بئر الشدية (٤٩٢) كم إلى العقبة (٥١٩) كم ، وكلها مواقف خربة ، عطلتها مدافع الحرب ، وسبب هذا البطء إحصاء جسور الخط العامرة والخربة ، وأخذ ارتفاعها ، ومعرفة أبعادها ، وكذا منشآت الحكومة ، وبيان ما تخرب منها وما يلزم لإصلاحه ، وصرنا نقف عند الجسور والأمكنة الخربة وقوفا طويلا ، وحضرة المهندس يفصّل القول في ما يكتبه تفصيلا ، فأدركنا الغروب في «العقبة» وبتنا فيها ليلة الخميس في ١٣ جمادى الثانية عام ١٣٣٨ ه ، وقد تعطلت بعض آلات القطار فأصلحها السائق صباح الخميس.
يوم الخميس في ١٣ جمادى الثانية عام ١٣٣٨ ه
ساربنا القطار الساعة الثانية صباحا ، واجتزنا في هذا النهار أربع محطات مسافتها (٥٦) كم ، وهي : وادي الرتم ، وتل الشحم ، والرملات ، والمدوّرة. وقد بتنا ليلة الجمعة في المدورة ، وكان سبب تأخرنا وبطئنا ملاحظة الأمكنة المعطلة من جهة ، ونقل الرمال عن السكة من جهة ثانية ، وأول هذا الرمل الذي صادفنا في المدورة ، وآخره بين وادي الشحم وبئر هرماس ، على مسافة عشرة كيلومترات من كل منهما.