«تبوك» مع صديقنا «النوشاهرلي» فإذا شجرها النخيل ، ويقدر بنحو ثلاثة آلاف شجرة على أقل تقدير. وفيها قليل من شجر الدراق ، والليمون الحلو ، والعنب ، والتين. وأهلها أهل بادية ، ورأينا العين التي زادت ببركة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وشربنا من مائها العذب ، ونظرنا قلعتها التي بناها السلطان سليم ، وجددها السلطان محمد سنة ١٠٦٤ ه ، [١٦٥٣ ـ ١٦٥٤ م] ، وهي قلعة مبنية بالحجر ، تبلغ مساحتها نحو أربعين ذراعا في أربعين طولا وعرضا ، وفيها حجر وغرف صغيرة مهجورة. وفيها مدفعان قديمان يقال إنهما من زمن السلطان سليم ، وقد أصلحهما الترك أيام الحرب ،
وأدينا في مسجدها صلاة الظهر مؤتمنين بالامام الشيخ عبد القادر ، أنا ورجلان آخران ورأينا فيها اثنين من جنود المدينة المنورة ، بعثهما على الفرار الشوق لأهلهما في سورية ، والقلة والجوع في الجندية شأن العشرات الفارين من ثمّ ، المنقطعين على الطريق ، حسبنا الله ونعم الوكيل. وشعرنا من «تبوك» بتغير الطقس ، وشدة الحر. وتوجهنا منها باسم الله قاصدين الحجر «مدائن صالح» الساعة الثامنة والنصف بعد الظهر ، فقطعنا باقي النهار (٦٠) كم من «٦٩٧ ـ ٧٥٧» وبلغنا «المستبقعة» الساعة الحادية عشرة والنصف مساء وهي من حدود بني عطية ، فإن أول حدهم «القطرانة» وآخرها «المعظم» قبل «الحجر» وقد أنشدنا ليلة الأحد في «المستبقعة» بقطارنا :