مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ)(١) ، هدانا الله وإياهم سواء السبيل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولقد كنا نزلنا ضيوفا عند متعب أخي سلطان الفقير ، فألفيناه هناك هو والإخوان ، على أحسن حال يكون عليها أهل الإسلام والإيمان. وقال إن هذا أثر الوعظ والإرشاد ، لا السيف والجهاد ، وكذا رأينا العشائر المجاورة لهم ، تقيم الصلاة وتسأل عن أحكام الزكاة ، وذكروا أنهم في حاجة إلى مرشدين ، يعلّمونهم من علماء نجد الأفاضل إذا هم انبثوا في جميع العشائر والقبائل ، فإن العرب التي لم تستجب بعد ، ليسوا بأقسى قلوبا ولا أغلظ أكبادا ممن دانت ، فهم في مزيد الحاجة الآن إلى أن يشملهم نظر الإمام ، بإرسال واعظين حكماء ، يعلّمونهم أحكام الشريعة السمحة ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأحسب أنهم لا يمضي عليهم وقت قليل ، حتى يكونوا أحسن حالا من كل قبيل ، وتلك أيسر الخطتين ، وأقرب الطريقتين ، والإمام أيده الله أبعد نظرا وأوسع خبرا وخبرا.
كتبت هذا إليك أيدك الله وأنا في قرية «الحائط» معتلّ المزاج ، لأرسله مع خط السيد مع أخي في الله شلاش ، كما أشاروا علينا بذلك ، وقال شلاش إنه يتعهد بإيصال الأمانة إذا أنا سطرتها له ، ففعلت ، ولكني آسف كل الأسف على أن أقطع خمسا وعشرين مرحلة ، ثم يبقى عليّ بضع مراحل ، فيحال
__________________
(١٢) سورة النساء ، الآية ٩٣.