الدين ، ويثقل عليه دعوته إلى محاكاة أوروبا أو أمريكا ، وإنما يحب الأخذ عن كتاب الله ، وسنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعمل السلف الصالح ، وهذا شيء انفرد به فضيلة أستاذنا صاحب المنار ، فلا يعدّ أحد في طبقته فيه ، سواء أكان من العلماء أو مشاهير الكتاب ، فهو في تذكيره الملك الإمام في هذا الشأن ، في غنى عن مشاركة أي إنسان. وإني أرى أن جلالة الملك يقبل منه ما لا يقبل من غيره ، وأرى أن الاجتماع للمذاكرة أفضل من المكاتبة. وبناء على ذلك أرجح بل أقترح على فضيلة السيد أن يستأذن مولانا الإمام ، في أن يلقاه في بلد الله الحرام ، ليذكر له كل ما يجول في نفسه ، ويتعاون معه على كل ما يحقق المطلوب للإسلام وللمسلمين ، والله هو الموفق والمعين.
قال فضيلته : أنا أعلم أن المال الآن ، غير موجود ، والحالة تدعو إلى الاقتصاد التام في النفقات ، وليس من رأيي نشر أفكاري ومطالبي الآن في المنار ، إذ ربما يحمل ذلك كما قلت على محمل سيئ. أما أمر السفر إلى هناك ، والاجتماع بجلالة الملك فلا أستكثره على هذه المهمة الإسلامية ، وإذا دعيت إليه أجبت مع الشكر ، ونسأله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
ثم تذاكرنا في مطبوعات الملك الإمام ، والتعليقات عليها ، وبسطت له رأي المشايخ فيها. وأخيرا عدل عن التعليق على ما