بأقدارهم ، والثناء على أهل الفضل بما هم أهل له. والرحلة مستفيضة بهذا السخاء العجيب الذي يدلّ على كرم النفس وعظيم الوفاء ولطف المعاشرة والثناء على الناس بمحاسنهم.
ومن أعظم ما يلمسه القارئ في هذا الكتاب ابتهاج المؤلف بمآثر الإصلاح التي شاهدها في الديار المباركة الحجازية على عهد حضرة صاحب الجلالة الإمام المصلح الداعي إلى الله الملك عبد العزيز آل سعود ، مدّ الله في أيامه وأتمّ الخير على يديه حتى نرى للعربية والإسلام الدولة اللائقة بهما سامية نامية في ظله الظليل.
وانتهز الأستاذ المؤلف فرصة سانحة للتنويه بالإخاء الإسلامي وتأييد الوحدة التي جاء الإسلام ليوثق عروتها. فأدّى الأستاذ بذلك إلى جامعة الإسلام ما ينتظر من أمثاله العلماء.
لذلك نرجو الله عزوجل أن يجعل هذا الكتاب مقبولا عنده وعند خلقه إنه قريب سميع مجيب.
محب الدين الخطيب (١)
__________________
(١٦) محب الدين بن أبي الفتح الخطيب ، ولد بدمشق في تموز ١٨٨٦ ، وبها تلقى علومه الأولية والثانوية. في عام ١٩٢٠ ولدى دخول الفرنسيين دمشق غادر محب الدين دمشق واستقر في القاهرة ، حيث عمل في التحرير في جريدة الأهرام نحوا من خمس سنوات ، كما أسس المكتبة السلفية ومطبعتها حيث أشرف بنفسه على نشر عدد كبير من كتب التراث.