مقصودي تقديمها لحارس الأماكن المقدسة من تعديات الأشرار مولانا صاحب الجلالة ، قرّة عيون الأخيار «السيد عبد العزيز آل سعود الكرام» أعزّ الله به الإسلام ، ملك الحجاز ، ملاذ الأمة العربية ، وملجأ الأمة الإسلامية ، حقيقة لا مجاز ، فشعرت أن مراده بهذا السؤال أن يلفت نظري لتأليف كتاب لحسن ظنه أن هذا العاجز ممّن تهون عليه الصعاب لا سيما وهو يعلم علم اليقين أن هذا الفقير ليس من أرباب الأموال ، وكأن الشاعر عناني بهذا المقال :
لا خيل عندك تهديها ولا مال |
|
ليسعد النطق إن لم يسعد الحال |
فأجبته لمطلوبه امتثالا لقوله تعالى : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)(١) وعملا بحديث الرسول الأعظم صلىاللهعليهوسلم القائل : «تهادوا تحابوا» وعزمت على تأليف ذلك الكتاب وسمّيته «الرحلة السعودية الحجازية النجدية» وأهديته لمولانا صاحب الجلالة المشار إليه ، والمعوّل في إعلاء كلمة الله عليه ولا بدع في ذلك فإن إهداء الكتب النفيسة لأمثاله خير من إهداء الأموال التي تفنى. وقد عزمت على تقديمها بعد طبعها لخزانة حكومته العربية سائلا منه تعالى أن تحظى بالقبول والإقبال ، وأن ينفع بها ذو الجلال ، وأن يبقى العرش السعودي إلى الأبد فتكون مدارا لفخر الأحفاد ، بما تحلى به الأجداد ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(٢١) سورة الضحى ، الآية ١٠.