الحجة عليهالسلام ، وذلك مما يزيد من ثقة الشيعة به ، سيما وإنّه منصوص على ثقته وأمانته وعدالته وصلاحه لهذا الأمر من قبل الإمامين العسكريين عليهماالسلام (١).
وكانت أداة الإمام عليهالسلام في الإتصال بشيعته هي المكاتبات والتواقيع التي يتحمّل الوكيل العبء الأكبر في إيصالها من وإلى الإمام ، فكان الأصحاب يكتبون إلى الإمام عليهالسلام بعض المسائل التي تشكل عليهم في اُمور دينهم ودنياهم ، والإمام عليهالسلام يجيب عليها عن طريق التواقيع.
وقد تفشّىٰ هذا الأسلوب حتى اتخذت المكاتبات والتواقيع حيّزاً واسعاً في تراث الإمامين العسكريين ، وبلغت من الكثرة بحيث أصبحت مادة للجمع والتأليف من قبل بعض الأصحاب المعاصرين للعسكريين عليهماالسلام ، ومنهم : عبد الله بن جعفر الحميري ، الذي صنّف ( مسائل الرجال ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث عليهالسلام ) و ( مسائل لأبي محمد الحسن عليهالسلام على يد محمد بن عثمان العمري ) و ( مسائل أبي محمد وتوقيعاته ) (٢). وعلي بن جعفر الهمّاني البرمكي ، وله ( مسائل لأبي الحسن عليهالسلام ) (٣) ، ومحمد بن الحسن الصفار ت ٢٩٠ ه ، وله ( مسائل كتب بها إلى أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام ) (٤) ، ومحمد بن الريان بن الصلت الأشعري ، وله ( مسائل لأبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام ) (٥) ، ومحمد بن سليمان ابن الحسن الزراري ، وله ( مسائل وجوابات لأبي محمد الحسن
__________________
(١) راجع : كتاب الغيبة / للشيخ الطوسي : ٣٥٤ / حديث ٣١٥ وما بعده.
(٢) رجال النجاشي : ٢٢٠ / ٥٧٣.
(٣) رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤٠.
(٤) الفهرست / للشيخ الطوسي : ٤٠٨ / ٦٢٢.
(٥) رجال النجاشي : ٣٧٠ / ١٠٠٩.