بكل حرف نوراً يوم القيامة » (١). وفي هذا الكلام ما لا يخفى من الحثّ على سلامة التصنيف في الحديث.
وعن بورق البوشنجاني ، وكان معروفاً بالصدق والصلاح والورع والخير ، قال : « خرجت إلى سرّ من رأى ، ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمد عليهالسلام وأريته ذلك الكتاب ، فقلت له : جعلت فداك ، إن رأيت أن تنظر فيه ، فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة ، قال : هذا صحيح ينبغي أن يُعمَل به » (٢).
وذكر الكشي أن الفضل بن شاذان عرض كتابه على الإمام العسكري عليهالسلام ، فتناوله منه ونظر فيه ، فترحّم عليه وقال : « أغبط أهل خراسان لمكان الفضل ابن شاذان ، وكونه بين أظهرهم » (٣).
وعن الحسين بن روح رضياللهعنه : أن أبا محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ، قد سئل عن كتب بني فضّال : فقالوا : كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملأىٰ ؟ فقال صلوات الله عليه : « خذوا بما رووا ، وذروا ما رأوا » (٤).
وهذا عطاء فكري آخر ، لكنّه يدخل في إطار التأثّر بالسيرة العملية للإمام العسكري عليهالسلام ، المتمثلة بسموّ الاخلاق وحسن السمت والهدي والصلاح ، ممّا له الأثر في هداية واستبصار المترددين والمخالفين ، وإخراجهم من ظلمات الجهل
__________________
(١) رجال النجاشي : ٤٤٧ / ١٢٠٨ ترجمة يونس بن عبد الرحمن.
(٢) رجال الكشي ٢ : ٨١٧ / ١٠٢٣ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠٠ / ٣٣٣٢١.
(٣) رجال الكشي ٢ : ٨٢٠ / ١٠٢٧ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠١ / ٣٣٣٢٢.
(٤) غيبة الشيخ الطوسي : ٣٩٠ / ٣٥٥.