والضلال إلى نور العلم وصراط الهداية. فقد جاء في الأخبار أن أبا العلاء صاعد ابن مَخْلَد النصراني (١) ، وزير المعتمد ، أسلم على يد الإمام العسكري عليهالسلام بعد أن رأى دلالاته وهديه ومكارمه (٢).
كما أسلم على يده راهب دير العاقول ، فقد ورد أنّ الإمام العسكري عليهالسلام أراد مرةً أن يفتصد ، فبعث إلى بختيشوع الطبيب طالباً أن يرسل إليه أخصّ أصحابه عنده ليفصده ، فبعث إليه أعلم تلامذته ، وقال له : « قد طلب مني ابن الرضا من يفصده ، فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا بمن هو تحت السماء ، فاحذر أن لا تعترض عليه فيما يأمرك به » فوصف له الإمام عليهالسلام طريقة في الفصد لم يألفها في الطب ، ففصده وقدّم له تخت ثياب وخمسين ديناراً ، وقال عليهالسلام : « خذ هذا واعذرنا وانصرف » فتحيّر الطالب واستاذه بختيشوع في معرفة ما وصفه الإمام عليهالسلام في الفصد ، فبعث بخيتشوع تلميذه ومعه كتاب إلى راهب دير العاقول ، وكان أعلم النصارى في الطب ، في ذلك الوقت ، فلما قرأ الكتاب طلب منه أن يوافي معه إلى سامراء ، فوصلوا إلى دار الإمام عليهالسلام وقد بقي من اليل ثلثه ، ومكث عنده عليهالسلام إلى الصباح ، ثم خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانية ، ولبس ثياباً بيضاً وقد أسلم ، فقال : « خذ بي الآن إلى دار اُستاذك ، قال : فصرنا إلى دار بختيشوع ، فلما رآه بادر يعدو إليه ، ثم قال : ما الذي أزالك عن دينك ؟
__________________
(١) قال الذهبي في ترجمته : الوزير الكبير ، أبو العلاء الكاتب ، أسلم ، وكتب للموفق ، ثم وزر للمعتمد ، وهو من نصارى كسكر ، وله صدقات وبرّ وقيام ليل ، توفي سنة ٢٧٦ ه. سير أعلام النبلاء ١٣ : ٣٢٦ / ١٤٩.
(٢) بحار الأنوار ٥٠ : ٢٨١ / ٥٧ عن فرج المهموم لابن طاوس.