وانصدت لرزئه الجبال |
|
كأنه الساعة والأهوال (١) |
ورد في حديث طويل عن أحد أقطاب السلطة ما يبين موقف السلطة قبل شهادة الإمام عليهالسلام وبعدها ، ويستعرض موقف جعفر بن علي أخي الإمام عليهالسلام الذي كان يتربّص الفرصة لاحتلال موقع الإمامة كذباً وبهتاناً على الله سبحانه ، والحديث بمجموعه يشير إلى تأكيد تهمة السلطة بدم الإمام عليهالسلام.
قال أحمد بن عبيد الله بن خاقان في مجلس له بتاريخ شعبان سنة ٢٧٨ ، يصف موقف جعفر بعد وفاة أخيه الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، قال : « والله لقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي عليهالسلام ما تعجبت منه ، وما ظننت أنه يكون ، وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتلّ ، فركب من ساعته مبادراً إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة نفر من خدّام أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فمنهم نحرير ، وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي عليهالسلام وتعرّف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ، فلما كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره أنه قد ضعف ، فركب حتى بكّر إليه ، ثم أمر المتطببين بلزومه ، وبعث إلى القضاء فأحضره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن عليهالسلام وأمرهم بلزوم داره ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى توفي عليهالسلام لأيام مضت من شهر ربيع
__________________
(١) الأنوار القدسية / الشيخ محمد حسين الاصفهاني : ١٠٩ ـ مؤسسة الوفاء ـ بيروت.