بناءً على ذلك فإنّ جميع الأئمة عليهمالسلام خرجوا من الدنيا بالقتل ، وليس فيهم من يموت حتف أنفه ، وقاتلهم دائماً هو الحاكم الذي يحذر نشاطهم ويتوجس منهم خيفة ، لأنهم يمثلون جبهة المعارضة ضد الانحراف الذي يمثله الحاكم (١).
وصرّح بعض أعلام الشيعة في أرجازهم بموت الإمام عليهالسلام مسموماً من قبل المعتمد ، مؤكدين على ما يقوّي هذا الاحتمال وهو كون الإمام عليهالسلام في سن الشباب ، وأوج الصحة والقوة والعنفوان.
قال الحرّ العاملي في ارجوزته :
قتله بسمّه المعتمد |
|
بقوّة يرقّ منها الجلمد |
وعمره تسع وعشرون وقد |
|
قيل ثمان بعد عشرين فُقِد |
وعاش من بعد أبيه خمسا |
|
وقيل ستاً ثمّ حلّ الرمسا (٢) |
وقال الشيخ محمد حسين الاصفهاني :
حتى قضىٰ العمر بما يقاسي |
|
فسمّه المعتمد العباسي |
قضى على شبابه مسموما |
|
مضطهداً محتسباً مظلوما |
فناحت الحور على شبابه |
|
وصبّت الدموع في مصابه |
__________________
الأنوار ٥٠ : ٣٣٥ / ١٢ ، إحقاق الحق ١٢ : ٤٧٤ عن ينابيع المودة ٣ : ١١٣ ، و ١٢ : ٤٧٥ عن أئمة الهدى ص ١٣٨ تأليف : محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي ، وقال فيه : دسّ له المعتمد العباسي سماً ، فتوفّي منه.
(١) راجع بحثاً مفصلاً حول هذا الموضوع في تاريخ الغيبة الصغرى / للسيد محمد صادق الصدر : ٢٢٩.
(٢) إحقاق الحق ١٢ : ٤٦٢ ، عن نزهة الجليس للسيد عباس المكي ٢ : ١٢١.