نسل ، على الرغم من حدوث الولادة في زمان المعتمد ، لأن الدولة على المستوى الرسمي لم تكن مطلعة عليها ، بسبب اجراءات الإمام عليهالسلام القائمة على أساس الكتمان والسرية في هذا الأمر ، وأبى الله سبحانه إلا أن يتمّ نوره ، فأخفى وليه الذي ينتظره العالم كلّه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
روى الشيخ الصدوق بالاسناد عن سعد بن عبد الله ، قال : حدثني موسى ابن جعفر بن وهب البغدادي ، أنه خرج من أبي محمد عليهالسلام توقيع : « زعموا أنّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل ، وقد كذب الله عزوجل قولهم والحمدلله » (١) وتكذيب قولهم كان بحدوث الولادة المباركة وحفظه مع أبيه عليهماالسلام من تحديات السلطة.
ومما تقدم يتبين أن واقع الحال يشير إلى أن المعتمد متّهم بقتل الإمام عليهالسلام ، فضلاً عن أنه ورد التصريح بموت الإمام عليهالسلام مسموماً عن كثير من محدثي الشيعة وغيرهم.
قال أمين الاسلام الطبرسي : « ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه عليهالسلام مضى مسموماً ، وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمة عليهمالسلام خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق عليهالسلام من قوله : ما منا إلا مقتول شهيد. والله أعلم بحقيقة ذلك » (٢).
__________________
(١) إكمال الدين : ٤٠٧ / ٣ باب ٣٨.
(٢) إعلام الورى ٢ : ١٣١ ، وورد التصريح بموت الإمام العسكري عليهالسلام مسموماً في عدة مصادر اُخرى ، منها : الفصول المهمة ٢ : ١٠٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥١٠ وقال : سمه المعتمد ، دلائل الإمامة : ٤٢٤ ، الصواعق المحرقة : ٢٠٦ ، بحار